Sunday, January 25, 2009

كل الحق على "كريس"

بما أننا نحن العرب نهوى فلسفة "إلقاء اللوم على الغير" و "التفلت من المسؤوليات"، ونسير ونعمل بهذه المبادئ في كل زوايا حياتنا.
أردت أنا "الفرد البسيط" في هذه "الأمة العربية العظمى" أن أجري مع التيار، وأتخذ من هذه المبادئ طريقاً لحياتي. ولأبرهن ولائي سأقوم بأول تجربة... عسى أنال اعجاب ورضى أصحاب الجلالة والعظمة...

...حين أشاهد ما تفعله أمريكا كل يوم في بلادنا ومنطقتنا من تفريق وفتن وقتل ومحاصرة... أو من شراء للضمائر وابتزاز ورشوة للزعامات والرؤساء الخ الخ... وحين أرى كيف أضحت أمريكا مملكة عظمى تسيطر على الكون وكأن كل ما تشرق عليه الشمس هو ملكها، وأن كل من ينبض قلبه بالحياة على هذه الأرض، ما هم إلا عبيد تحت أقدام امبراطورها "بوش الصغير"... عندما أشاهد وأعيش كل هذا، أرفض بكل قوة أن ألقي الحمل، لا سمح الله، على عاهل ملوكنا وحكامنا العظماء.. حاشا لله.. فهم قد قادوا شعوبهم وبلادهم في ثورات ضد الاستعمار وحرروها، لكنهم معذورون اذ أعجبتهم الكراسي "الجلد" التي يجلسون عليها وارتاحوا لدرجة أنهم رفضوا التخلي عنها... ولا ألقى الحمل حتى على الشعوب العربية الواعية النشيطة المطالبة لحقوقها الشرعية والطبيعية... لا لا لا
بل انني أردت أن أبحث عن السبب الرئيسي الكامن وراء هذا الظلم، علني أجد حلا جذرياً لهذه المشكلة. وبعد طول تفكير لمعت "اللمبة" في رأسي، وعرفت من يجب علينا أن نتهم ونحاسب...

إنه "كريس" سامحه الله..

"كريس" ألم تعرفوه؟!

"كريستوفر كولومبوس" هل هذا أفضل؟!!

نعم يا أصدقائي، فإنه لولا اكتشاف "كريس" لتلك "الأرض الجديدة" أو كما أحب أن أسميها "الجزيرة الملعونة"، لولا اكتشافه لها لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم..

آه منك يا "كريس" أما كان بإمكانك أن تشيح بنظرك عن تلك الأرض؟ أما كان بإمكانك اعتبارها سراباً أو خيالاً أو وهماً ناتجاً عن التعب بعد رحلة حول العالم؟

تخيلوا معي يا أصدقائي لو لم يكن "كريس" قد اكتشف تلك الأرض...

آه ه ه ه... ما أجمل هذه الخيالات

لما كان الهنود الحمر طُردوا وقُتلوا وشردوا في محميات كأي فصيلة من فصائل الحيوان المهددة بالإنقراض.

ولما كان "السود" من أفريقيا أُخذوا عبيداً إلى هناك سنيناً طوال حتى قاموا بما قاموا به ليعترف بهم الشعب الأمريكي "كبشر" مثلهم، مع العلم أن التفرقة العنصرية لا تزال حتى اليوم..

ولما كان..
ولما كان..

لكن الأهم هو أنه لو لم يكتشف "كريس" تلك الأرض، لما كانت فلسطين اليوم سليبة الأمة، مغتصبة من قبل الملعونين على لسان الله ورسوله، ولما وصلنا الى يوم نرى فيه أقدس مقدساتنا ملعبا لقتلة الأنبياء والمرسلين..
ولما كانت العراق اليوم تعيش القتل المذهي والانفجارات اليومية والتمزيق والارهاب و و و...
ولما كان لبنان اليوم يتخبط في وحول الفتنة والحكومات الفاسدة...

ولما كانت الشعوب العربية تشتكي من الظلم والقمع والاضطهاد والاعتقال...

نعم يا أصدقائي، ليس للعرب أي جريمة أو يد فيما وصلنا اليه من انحطاط

إنه "كريس".. ذاك المجرم عديم الإنسانية
كل الحق عليه

وإنني يا أصدقائي أعلن من هذا المنبر وأطالب المجتمع الدولي، بصفتي "عربية قح"، أن يقوم بتشكيل "محكمة دولية"، ونحن العرب وخاصة اللبنانيون نحب ونعشق "المحاكم الدولية" ، للتحقيق فيما فعله المدعو "كريستوفر كولومبوس"، وأن تنفذ في حقه أقسى أنواع العقوبات....
هكذا نرتاح نحن العرب، ونكون قد حللنا كل مشاكلنا بشكل جذري ونهائي.

...ها أنا يا جلالات الملوك وفخامات الرؤساء و... ماذا أيضا؟ نسيت الألقاب من كثرتها... المهم أنني هكذا أعلن ولائي التام لأمتي العربية المتفتتة وأسأل منكم أن تقبلوني "كعربية أصيلة" بكل المواصفات المطلوبة أن تكون في كل فرد وانسان عربي يعيش على وجه الأرض...
وأطالبكم يا أخواني العرب أن تجمعوا كل ما عندنا من مصائب وويلات كي نلقيها كلها على كاهل "كريس" لعلنا نرتاح ونتخلص من كل مشاكلنا... وبلا ما نشتغل على تحسين حالنا.. لشو تعب القلب؟؟

1 comment:

Mustafa Kadhem said...

كم تشتكي وتقول انك معدم
والارض ملكك والسما والأنجم

ولك الحقول وزهرها وأريجها
ونسيمهــا والبلبـل المترنم

والماء حولك فضـة رقراقـة
والشمس فوقك عسجد يتضرغم

والنور يبني في السفوح وفي الذرى
دورا مزخرفــة وحينــا يهــدم

هشت لك الدنيا فمالك واجم
وتبسمـت فعـلام لا تتبسـم

ان كنت مكتئبا لعز قد مضى
هيهات يرجعــه اليـك تَنَدُّم

او كنت تشفق من حلول مصيبة
هيهــات يمنـع أن تحـل تجهـم

أو كنت جاوزت الشباب فلا تقل
شاخ الزمــان فانـه لا يهرم

أُنظر فما زالت تطل من الثرى
صور تكاد لحسنهــا تتكلــم

إيليا أبوماضي