Sunday, December 14, 2008

قصة: حـيدر وسـميـة

استفاقت في وسط الليل على صوت بكاءه، هرعت إليه، فهي لا تقوى على سماعه يبكي، ولا تتحمل رؤية دموعه. حملته بين ذراعيها تقبله حيناً وتربت عليه وتمسح على رأسه حيناً آخر. بعدما هدأ الصغير، نظرت إليه بحنان عظيم، وتأملت عينيه طويلاً. لم تكن ترى فيهما سوى عيني أبيه. كم هي مشتاقة إليه...
ضمته إليها فغفا على صوت دقات قليها، اسندت رأسها إلى حافة سريرها وهو لا يزال بين يديها. وصارت تنظر إليه والدموع تنهمر من عينيها، وتتذكر كل لحظات حياته السابقة....
****

إنه الصباح، ذلك المخلوق العجيب، يولد كل يوم فيزيح الليل عن الكون وتتربع مكانه. دخلت الشمس إلى غرفتها، فاستفاقت سمية. كانت فتاة في السابعة عشرة، شديدة الجمال، رقيقة القلب، ابتسامتها البريئة لا تفارقها. نهضت سمية من سريرها، وتوجهت نحو النافذة وفتحتها سامحة لأشعة الشمس بالدخول. تنشقت قليلاً من نسيم صباح قريتها التي لطالما أحبتها.رتبت الصبيّة غرفتها، ثم خرجت إلى غرف البيت، ترتبها وتضفي عليها سحرها. وكانت بوجهها الملائكي تتجول على أفراد عائلتها توقظهم بلطفها المعهود، والابتسامة لا تفارق شفتيها.
ومرّ الوقت، كانت سمية تساعد أمها وأخواتها في أعمال المنزل، فترتب معهن وتحضر الطعام معهن. وبعد الظهر زارتها نرجس، كانت نرجس جارتها وصديقتها منذ الطفولة، خرجتا معاً إلى ساحة القرية ليتمشيا كما يفعلان كل يوم. فهناك في ساحة القرية القديمة، تتجاذب الصبيتين أطراف الأحاديث، ويتحدثان عما جرى معهما خلال النهار، وقد يتحدثا عن أحلامهما لحياتهما المستقبلية، ويتذكرا حوادث جرت معهما منذ صغرهما في حارات القرية وبيوتها. وفي طريق العودة، التقيا بشقيق نرجس، حيدر. خجلت سمية وأخفضت رأسها وهي تبتسم، فهي لطالما أحبت حيدر سراً، حيدر ابن الجيران، الشاب الشجاع الخدوم المؤمن الوقور والذي يمدحه جميع من في القرية.
وقفت نرجس قليلا لتتحدث مع أخيها، وكانت سمية واقفة جانباً خجلة لا تنظر إليهما. لكن حيدر كان يسترق بضع نظرات خجولة إليها ثم يعود لاكمال حديثه مع أخته. ثم ذهب حيدر، وعادت الصبيّتان يتمشيان ويتحادثان، وحين وصلتا إلى حارتهما افترقتا فذهبت كل واحدة إلى بيتها.

****
... في اليوم التالي، عندما التقت الصبيّتان مجدداً، سألت نرجس سمية سؤالاً فاجأها، لكنه غمرها بسعادة لا توصف.سألتها نرجس: "ما رايك بأخي حيدر؟"خجلت سمية، فماذا عساها تقول... أتقول أنه الشاب الذي سرق قلبها منذ زمن. هل تقول أنها كانت تنتظر اللحظة التي تراه فيها ولو للحظات قليلة... وكيف عساها تعبر عما يختلج صدرها. وکانت کلما حاولت ان ترصف كلماتها تتراجع خجلة. فسبقتها نرجس، كأنها تريد أن توفر عليها عناء الإجابة والخجل، وقالت: "بصراحة أخي حيدر معجب بك منذ زمن، ولكنه لم يجد الفرصة ليكلمك أو يعبر عن شعوره، فطلب مني أن أساعده على ذلك".
في تلك اللحظة أحست سمية أنها لم تعد موجودة داخل غرفتها، فقد أصبحت الغرفة شيقة جداً، لا تساع فرحها الذي تشعر به. أحست أنها تطير في السماوات، وأن أي كلمة مهما عظمت لن تكفي كي تعبر عن سعادتها.
أعادت نرجس السؤال عليها مرة أخرى، وكأنها تعيدها إلى أرض الواقع. فاحمر وجه سمية خجلاً، لكنها ابتسمت ابتسامة فهمت منها نرجس أن صديقتها تبادل أخاها الشعور نفسه، أو تأكدت مما كانت تشعر به سابقاً من اعجاب بين الاثنين.
وعندما عادت نرجس إلى البيت، استقبلها أخاها بالسؤال واللهفة كي يعرف ما كان جواب سمية. ضحكت نرجس، وكأنها تريد أن تلهو قليلاً وتزيد من لهفة أخيها لمعرفة الجواب، فكرر حيدر سؤاله مرات ومرات عديدة. وعندما زفت نرجس إلى أخيها النبأ السار، كان وقعه على قلب حيدر الشاب كأجمل ما يكون، وشعر حينها بسعادة غامرة، وارتاح قلبه الذي انتظر الجواب كثيراً.
ولم ينقضِ وقت طويل حتى اجتمع الحبيبان في بيت واحد، بيت حلما سوياً أن يبنياه بحب وإيمان وأمل، وأن يعيشا فيه بمودة ورحمة، وأن يملآه أطفالاً كالملائكة يركضون ويلعبون في أرجاء المنزل، ويُتعبون أمهم طوال النهار، ثم حين يعود أبوهم مساءاً يركضون نحوه محتفلين برجوعه. كانا يتخيلان كل هذا ويضحكان. ومرت الأيام وحبهما لم يتوقف عن الازدهار،و سعادتهما كانت دائما في ازدياد.
****
كانت سمية على علم بطبيعة عمل زوجها، فهو لم يكن موظفاً يذهب صباحاً ثم يعود بعد الظهر، ولم يكن صاحب مهنة حرة يتحكم في ظروفها ووقتها... كان حيدر مجاهداً، كان يغيب عن البيت أحياناً لأيام وأحياناً لأشهر، وكان يضطر أحيانا الى الذهاب فجأة الى العمل بعد أن كان قد عاد لتوه إلى البيت. ولكن سمية كانت صابرة، كانت تشعر بأنها بتحملها نمط الحياة هذا أنها تشارك المجاهدين جهادهم، وكانت تُشعر زوجها بأنها قوية حتى لا يقلق عليها كلما أراد الغياب عن المنزل لفترة. وكان كلما غاب في عمل أو مرابطة، كانت قبل ذهابه تودعه وتشيعه حتى الباب وهي تدعو له بكل الدعوات التي قد تخطر على بالها وتوصيه بأن ينتبه على نفسه وأن يعود إليها سالماً، وكانت تنتظره بفارغ الصبر وتعد الأيام والساعات حتى يعود. وحين يعود كانت سمية تستقبله أجمل استقبال، وكان حيدر يحس بأنه عاد إلى حضن الأمان والسعادة.وأخيراً جاء اليوم الذي يحلم به أي زوجين، فقد عرفت سميه أنها حامل، ولم تسعها الفرحة حينها، وفكرت بطريقة مميزة لتزف الخبر إلى زوجها الحبيب. وفي المساء، حين عودة حيدر من العمل، حضرت له سمية العشاء وجلست معه على المائدة. لاحظ حيدر على وجهها شيئاً غريباً وكأنها تخفي أمراً عليه. فهو كان يفهمها جيداً بقدر ما كانت هي تفهمه، لم يكن بحاجة إلى وقت أو جهد حتى يعرف ما في خاطرها، كانا كقلب واحد. نظر إليها نظرة فيها القليل من العجب والكثير من التساؤل وسألها: " أعرف أنك تريدين قول شي ما، هيا قوليه، انا أسمعك!". تفاجأت سمية لكنها ضحكت ثم سكتت قليلاً وهي لا تقدر أن تخفي السعادة التي تضفي بريقاً إلى عينيها الجميلتين، نظرت إلى عينيه بعمق وقالت له: " مبروك... سوف تصبح أباً ان شاء الله".
هنا لم تعد الكلمات تنفع لتعبر عما أصاب حيدر. فعند سماعه الخبر، وقف حيدر وحمل سمية بكل سعادة وراح يلف فيها أرجاء المنزل، وهو يحمد الله ويشكره على النعمة التي أنعم بها عليه. لم يكن هناك حد للسعادة التي أصبح الزوجان يعيشانها، ويوم بعد يوم كانا يذوبان في حب بعضهما أكثر فأكثر ويشعران بالامتنان لأن الله وفق بينهما وجعلهما سكناً لبعضهما البعض.

****
كانت السهرات تطول وحيدر وسمية يحاولان تسمية الجنين الذي كانا ينتظران ولادته بفارغ الصبر. فحيدر يقترح أن يسمياه حسيناً إن كان صبياً وفاطمة إن كان فتاة. وسمية تريد تسميته مهدي إن كان صبياً وزهراء إن كان فتاة. وهكذا كان الوقت يمر والزوجان يحاولان إقناع بعضهما كل برأيه. وكم كانا يتصوران حياتهما بعد ولادة الجنين ويخططان كيفية تربيته وتهذيبه. لم يكن في بالهما شسء سوى الجنين الذي على وشك أن يخرج إلى الدنيا ويحضر معه كل الخير والحب والأمل.شارفت الشهور التسع من الحمل على الانتهاء، وكذلك التحضيرات لاستقبال الضيف الجديد. كان الجميع متلهفاً لذلك اليوم المميز. وحل يوم الأربعاء الثاني عشر من تموز (يوليو)، لم يكن أحد يدري أن حرباً ضروساً ستبدأ. دخل حيدر إلى بيته ذلك اليوم ليُعلم سمية أنه سيضطر أن يتركها من أجل الالتحاق بالمجاهدين وأداء واجبه الجهادي بين صفوف المقاومة. اغرورقت عينا سمية بالدموع، وانسالت دمعة خجولة على خدها، لكنها سرعان ما مسحتها، فهي تعلم كم أن رؤية دموعها تزعج زوجها. حضنها حيدر وودعها سريعاً، وودع ولده الذي لم يره بعد، وخرج من البيت مسرعاً بعد أن طلب منها أن تذهب مع أهل القرية إلى قبو المسجد القريب إن تفاقم الوضع وزاد الخطر.مرت أيام تموز والعدوان يزداد قسوة وظلماً، والمقاومة تزداد قوة يوماً بيوم ولحظة بلحظة. كانت سمية تتسمر بقرب المذياع تتابع الأحداث وتدعو للمجاهدين ولسيدهم. وكانت تتصبر دائماً كلما سمعت خطاباً "للسيد" فتنسى قلقها على حبيب عمرها وتضعه في عين الله لترعاه. وكانت تعيش الصمود هي أيضاً، فهي لم تغادر القرية طوال العدوان، وكانت تشارك نساء القرية في الخبز وإعداد الطعام لأهل القرية وللمجاهدين.وأجاء سمية المخاض في اليوم الخامس والعشرين من الحرب، ولم يكن هناك مستشفى تذهب إليه، فوضعت جنينها في القبو الذي كان أهل القرية يلتجؤون فيه، بمعونة نساء القرية ومساعدتهن. كان الوليد صبياً جميلاً صغيراً ناعماً. حضنته سمية وضمته إلى صدرها، ثم بكت قليلاً، لأنها تعلم كم كان حيدر يتمنى أن يكون حاضراً إلى جانبها في تلك اللحظة الرائعة. لكنها عادت ودعت الله أن يحرس زوجها وجميع المجاهدين، أن يمكن حيدر من العودة لرؤية ولده الذي انتظره...
*****
مرت أيام الحرب الباقية كأنها سنوات، وحينما خمدت نيران المدافع والصواريخ، عاد أهل القرى إلى بيوتهم المدمرة وأراضيهم المحترقة، وكلهم فخر بأنهم هزموا أعتى جيش في المنطقة، ولقنوا العدو درساً لن ينساه طوال سنين. وبدأ الغبار ينقشع عن الطرقات والأزقة، وخرج الناس من الملاجئ التي لم تكن لتقيهم خطر الموت تحت الردم، لكنها كانت الشيء المتوافر أمامهم حينها. خرجوا من الأقبية ليحتضنوا خيوط الشمس التي شهدت صبرهم وصمودهم طوال الحرب. وبدأت الحياة تعود إلى قرى الجنوب، وكذلك البقاع والضاحية.
وحان وقت عودة المجاهدين، انتظرت سمية عودة زوجها الحبيب لتستقبله بابنهما. وفي يوم، كانت في بيتها تحاول إعادة تأهيله لما كان عليه، فتزيل قليلا من الردم هنا، وترمي ما تحطم من أثاث هناك، وتحصي الأضرار التي لحقت بعشها الزوجي. طرق الباب أحدهم، فهرعت سمية لتفتح، لترى أباها ومعه شابان من القرية، أحدهما مصاب برجله والآخر مضمداً رأسه. دققت سمية النظر فيهما، فتذكرت أنهما صديقا زوجها، لكن الحرب غيرت من معالم وجهيهما. أحست سمية حينها بأن أمراً غريباً قد حصل، وانقبض قلبها حين رأت نظرة أبيها وحاولت سؤاله عن سبب وجومه لكنه لم يجب. جلس الثلاثة في غرفة الجلوس وجلست سمية قبالتهم وفي وجهها ألف سؤال وسؤال. ما سبب حضورهم إلى هنا؟ أين حيدر؟ لم لم يأت معهم؟... حل السكوت لفترة في الغرفة، لكن والد سميه قطعه ليخبرها بأن حيدر قد استشهد. لم تصدق سمية ما سمعته أذناها، وكان أول رد فعل أن حملت ابنها الذي كان بقربها وحضنته، ونظرت إليه ثم بكت. فقد عرفت حينها بأن ابنها أصبح يتيماً، وأنها اصبحت وحيدة. كانت تلك أصعب لحظة تمر على سمية، اصعب حتى من لحظات القصف المدمر فوق القرية، أصعب حتى من سماعها بكاء الأطفال في قبو المسجد، أسوأ حتى من رؤيتها للجرحى والشهداء يسقطون أمام عينيها.
طلب والد سمية منها أن تصبر وتحمد الله على كل حال، فمسحت دموعها وطلبت من الشابين أن يرويا لها كيف سقط زوجها شهيداً. فأخبراها بأن الشهيد حيدر كان من أشجع الرجال في المواجهات مع جنود العدو، وقد استبسل في القتال حتى قتل الكثير من الصهاينة، لكن المنزل الذي دخل إليه مع مجاهد آخر تعرض لغارة دمرته، فاستشهد حيدر ورفيقه معاً. كانت سمية تستمع إلى حديث الشابين وعقلها في نفس الوقت يرسم صورة زوجها الحبيب وهو في تلك اللحظات. ثم علمت سمية أيضاً بأن زوجها استشهد في اليوم الخامس والعشرين من الحرب، اي في نفس يوم ولادة ابنها.
*****
اعتدلت سمية في جلستها، ورأت أن ابنها "حسين" قد غفا، بينما كانت هي تسبح في بحر الذكريات، فوضعته في سريره ثم توجهت إلى درج خزانتها لتستخرج منه مغلفاً كان قد سلمها إياه أحد الشابين المجاهدين، وقال لها أن الشهيد قد أوصاه أن يسلمه لزوجته. فتحت سمية المغلف وأخذت منه ورقة كان فيها رسالة من زوجها حيدر لها، وبدأت تقرأها بكل تمعن...

بسم الله الرحمن الرحيم
حبيبتي سمية، تحية وبعد، السلام عليك يا زوجتي الصابرة الصامدة
حين تقرأين هذه الرسالة، فإنني أكون قد صرت شهيداً سعيداً عند ربي
سبحانه وتعالى. أعلم يا حبيبتي بأن الحمل عليك اصبح ثقيلاً، وأعلم أنني تركتك
لتواجهي الدنيا وحدك. ولكنني يا زوجتي العزيزة قد اخترت عدم التخاذل، ومشيت في طريق
محتم على كل من يريد العيش بكرامة، وأبيت أن يكون مصيري سخط الله سبحانه وتعالى
عليّ. وهذا الطريق كما كنت تعلمين دائماً هو طريق محفوف بالمخاطر والصعاب، وعلى
الواحد منا أن يتوقع دائماً إما الشهادة أو الأسر. وها أنا قد اختارني الله واستعاد
أمانته، فلا تحزني يا حبيبتي بل افرحي وافخري واعلمي أنني لن أنساك، وسأنتظرك في
الجنة إن شاء الله لتكوني أنت حور عيني.. أعتقد الآن، وبينما أنت تقرأين
الرسالة، أن ابننا موجود بقربك، كم كنت مشتاقاً لأن احتضنه وأراقبه يكبر امام عيني،
والاعبه وأحادثه وأصحبه معي إلى المسجد. ولكن الله كما شاء فعل، وهذا هو قدري. فيا
حبيبتي أوصيك بأن تحافظي على ولدنا قدر استطاعتك، وأن تربيه أفضل تربية وانا على
ثقة بأنك أهل لهذا. وعلميه بأن والده كان مجاهداً اختار درب الحق، ومشى فيه واستشهد
من أجل اعلاء كلمة الله ونصرة المظلومين. وقولي له بأنني أحبه أكثر من عمري وبأنه
سكن قلبي وعقلي وروحي حتى قبل أن يولد. أحبيه كثيراً يا سمية ولا تقسي عليه،
ولكن أدبيه حتى يغدو رجلاً مسؤولاً يحميك ويسهر على راحتك. واحرصي على أن يكون
مجاهداً هو أيضاً، فهذه المسيرة مستمرة حتى قيام يوم الدين وحتى ينتهي الظلم والجور
من الوجود.
سامحني عزيزتي على تركي لك، وأنا أعلم كم تعبت معي في حياتنا وكم
صبرت وتحملت وأجرك إن شاء الله يحتسبه رب العالمين وستكونين من أهل الجنة ان شاء
اللهز آجرك الله يا أم حسين. وملتقانا ان شاء الله في الجنة مع الأنبياء والأولياء
والشهداء والصديقين.


زوجك وحبيبك
الشهيد حيدر "أبو حسين"

انهت سمية قراءة رسالة زوجها ومسحت عن خديها دموعها التي انهمرت كأنما الرسالة أعطتها القوة

والصبر مجددا. ثم نهضت ونظرت من النافذة، وهي في نفسها تعاهد زوجها الشهيد بأن تظل على نفس

الطريق وأنها ستجاهد بتربية إبنه حتى يصبح رجلاً يرعب أعداء الله بجهاده وإيمانه. وابتسمت وهي

تنظر الى الأفق البعيد فقد كانت ترى وجه حبيبها يتلألأ في كبد السماء كأنه القمر، يبتسم لها هو أيضاً

وينتظرها يوم اللقاء في جنة تجري من تحتها الأنهار وهم فيها خالدون.

تمت بحمد الله