Sunday, January 25, 2009

كيف تدرس للامتحان .. عن خبرة شخصية

بما اني طالبة جامعية، أصبحت خبيرة بطرائق الدرس للامتحان، حتى وصلت الى مرحلة أعطي فيها النصائح الهامة في هذا الموضوع. وأردت مشاركة تجاربي معكم علي أساعد الكثيرين أمثالي ممن يحملون هم الامتحانات.
أول دليل على نجاح طريقتي هو أنني أكتب هذا الموضوع بينما يرقد كتاب مادة "علم الوارثة" بجانبي وحيداً يحمل الكثير بعد من معلومات أبت أن تدخل وتستقر بين جوانب عقلي المشغول دائماً في أشياء كثيرة نادراً ما يكون الدراسة...
فأنا من بداية نهاري، وحين أفتح عيني على النور، أعتدل في جلستي رافضة أن أزيل عني الحرام حتى لا أحس ببرودة الغرفة، وأبقى هكذا للحظات أو دقائق، أنتظر... ماذا؟ لا أعرف. ربما أنتظر الوقت المناسب كي أمسك بالكتاب بشجاعة وأنفتح على ما في داخله محاولة استقبال اي معلومة جديدة بكل رحابة صدر. أدرس قليلاً، وأعترف أنني أحيانا أدرس بجد حقاً، لا أدري ما السر في هذا. لماذا أكون أحيانا قادرة على ابتلاع كتب كاملة مليئة بالمعلومات، واحياناً أخرى أشعر أن أصغر وأتفه معلومة ثقيلة جداً على عقلي..
وبعد ساعتين أو ثلاثة أحس بالجوع، فأنا لم أتناول فطوري بعد، أقوم من مكاني لأعد فطوراً أميرياً، فأنا أيام الامتحانات أدلع نفسي كي أشجعها على الاجتهاد. بيض مقلي بطريقة مميزة، بعض الجبنة وفنجان شاي عملاق، قد يكون مسبوقاً بفنجان نسكافيه عملاق أيضا. أعود الى مكاني لأتناول فطوري على صوت المذيعة تتلو على مسامعي عناوين الصحف وآخر الأخبار.
أنهي فطوري فأحاول اعادة لملمة أفكاري وتذكر ما كنت أقوم به.. وحين أعاود البدء بالدراسة، تتقاطر على رأسي الأفكار، أفكار في كل شيء. اكثرها المدونة... آه من المدونة. لكنني قد أفكر في أشياء أخرى غيرها. أحيانا أستسلم للبرنامج الاذاعي سياسي كان أو ديني، لا يهم المهم أن استسلم له، أو أستسلم لشريط الشيخ حسين الأكرف، الذي يدفعني سماعه الى الغوص في عالم آخر أحب حينها أن أطفئ الأنوار وأعيش كل كلمة يقولها وكل لحن يرافق صوته الجميل. أو أجلس وأتأمل بصورة السيد حسن نصر الله المعلقة على الحائط قبالتي مباشرة، أستمد من ابتسامته ابتسامة أمل حتى أكمل دراستي.
ثم أعود الى كوكب الأرض، أنظر في الكتاب، أعد الصفحات المتبقية من هذا الدرس، أحسب الوقت، أتفقد الرزنامة التي ملأتها خربشات بخط يدي، أحدد كل يوم لمادة أنوي دراستها أو عدد من الدروس يجب علي أن أنهي. وقد أدير جهاز الكمبيوتر كما أفعل الآن كي أستمع الى الأناشيد الموجودة عليه، أو لقراءة صفحات حفظتها عن الويب ، أو كي أكتب ما أكتبه الآن. يعني لا أحتار فيما قد أفعل، على طول بلاقي شي أعملو. وقد أقوم أحياناً بأشياء غريبة، كالنطق بكلمات ليست بلغة معروفة، أو الحديث مع نفسي ومع الكتاب. بس ما تخافوا أنا مش مجنونة.
يأتي وقت الصلاة، فأقوم مجتهدة جداً، أصلي، أقرأ القرآن، فقراءته مفيدة جداً للعقل في أيام الامتحانات، ثم أفكر في أختي المسكينة. ماذا ستتناول للغداء؟ وأخرج لاحضار شيء يصلح أن أعده غداءاً محترماً.
أحاول الاستفادة من قلة الوقت المتبقية، ربما أدرس قليلاً قبل أن يحين وقت ذهابي عند التلميذ.
أذهب الى عند التلميذ، وأعود وقد حل وقت المغيب تقريباً. محملة بأسرار الدرس العجيبة وأهم العوامل للنجاح، الشوكولاته. نعم، في كل يوم أشتريها فهي شيء مهم يعتمد عليه عقلي في أوقات الامتحانات وأكياس النسكافيه (3 في 1)... أصلي... وأعود الى مرحلة الدراسة، أو الصراع بين العقل والكتاب، من جديد.
في بعض الأيام قد يكون علي القيام بواجبات اجتماعية، او طبعا قد تكون الكهرباء مقطوعة، فأصعد الى عند بيت جدي، اكمل "السهرة" عندهم. وأعذر نفسي حينها وأنا أفكر بقلق بما ينتظرني من دراسة. فأنا أقوم بواجب اجتماعي، او أن الحق على الحكومة "ليش تقطع الكهربا؟؟" هههه ولكن من أجمل ما قمت به حتى اليوم، هو أنني مرة أعددت كوبا ضخما من النسكافيه، وشربته وأنا ممسكة بالكتاب بكل ثقة، ثم نظرت اليه، وضعته جانباً، وغطيت نفسي بالحرام كي أناااااام. يا خسارة كيس النسكافيه اللي راح هدر.
لن أقسو على نفسي كثيراً، فأنا في كثير من الأوقات أدرس جيداً جداً وأكون قادرة على استيعاب كم كبير من المعلومات والحمد لله في ذلك. لكنني أنزعج من الأوقات التي يكون فيها عقلي غير قادر على فهم ما يرى من كلمات معقدة. كما يحدث معي الآن. فهناك أشياء أقرأها وأحتاج الى من يساعدني لفهمها. لكنني سأعاود قراءتها، فقد يعود السبب لوجود صوت الراديو أو المسجلة. من يدري؟
الآن سأتوقف عن الكتابة. عائدة الى الكتاب، حيث أغوص في معلومات في الواقع هي رائعة، تذكرني دائماً باعجاز الخالق، وهذا أهم سبب دفعني لاختيار اختصاصي في الحقيقة، لكنها معقدة وتحتاج الى صفاء الفكر والذهن كي تتعشش في مخ الطالب.
ونصيحة الى كل طالب، لا تتبع طريقتي في الدراسة، فهي لا تتناسب إلا معي وحدي، وقد تجدها صعبة التطبيق...
نلتقي قريبا

كتبت بتاريخ 6/ آذار- مارس/ 2007
الساعة 11.20 ق.ظ.

No comments: